#شعر | محمد قراطاس: #غزة أرضٌ ملتهبة
فن وثقافةالآن يناير 2, 2024, 4:08 م 1725 مشاهدات 0
"والآباءُ بغزّة تحرث أرضَ الأجدادِ
تزرع أطفال الشهدا في جسدِ الأرض الملتهبةْ"
هم استلهموا من تاريخ أجدادهم قدسية الموت حين تكون الكرامة مطلباً وجوديًّا وحين تكون المواجهة قدراً حتميًّا ، ويزرعون في ذاكرة أطفالهم ربط مستقبلهم بحاضرهم وماضيهم بحبال الكفاح والصمود إلى أن يعود الوطن وإن طال الزمن.
هنا الشاعر العماني المبدع
محمد قراطاس بعمق التصوير يجلو واقع غزة شعراً معبراً مؤثراً يغرس في "ضمير" العالَم صرخة الغضب الاستهجان كونه عالَماً "كهفيًّا" لاإنسانيًّا ، يتحجر لامبالياً حيال المجازر البشرية المفجعة:
غزةُ أرضٌ بسماءٍ.
تحتَ الأرضِ يموتُ الطفلُ،
فوق الأرضِ يموتُ الطفلُ،
فوق الغيمِ يموتُ الطفلُ
أنفاسُ الأطفال سماءٌ أخرى
وبكاء الأطفالِ الريح القادمةُ
في التوراة وفي الإنجيل وفي القرآن
غزةُ أرضٌ لا تفنى
الأرضُ هناك عميقاً تتألمْ
وعميقاً تتغنى بالقصف القادم
حنجرة العالم حشرجة فقدت أوتار الصوتِ
فقدت وتر الأخلاقِ قطعت وتر الإنسان
وعادت لكهوف الجهل
حشرجة الأنسان الأول حشرجة الحيوان الناطق
وغزةُ أرضٌ عُلوية
تنظرُ للعالم أسفلها نظرة إشفاقْ
غزّة ترتفع وتعلو عن ضجّة هذا الكون
والآباءُ بغزّة أمواجٌ تتباركُ
أمواجٌ تتعالى نحو الشمسِ
لتخطفَ أرواحَ الشهداء وتلقمَّ أسلحة الشهداء
والآباءُ بغزّة تحرث أرضَ الأجدادِ
تزرع أطفال الشهدا في جسدِ الأرض الملتهبةْ
غزةُ أرضٌ ملتهبةْ
الأمُّ هناك جبال ٌ تتحركُ بين الأحياء
وبين الأموات
وبين الشاشات
وحتى بين الصلواتِ
الأمُّ هناك بغزّة تخلدُ قبل الموتِ
وقبل الهدم
وقبل الطبخِ وقبل القصف
وقبل النوم
الأمّ بغزّة أرضٌ ملتهبةْ
وبلادٌ تلدُ بلاداً وسماءٌ تلدُ سماءَ
غزّة أرضٌ ملتهبة
تشربُ آلاف الأجسادِ
لترمّمَ عرسَ الأحرارِ
وغزةُ أرضٌ لا تتوقفُ عن إخراجِ الثوّارِ أساطيراً حيّة
غزّة أرضٌ لا تفنى حيّةْ
مهما قصفوا مهما قتلوا مهما اقترفوا
ستظلُّ تعيدُ الأطفالَ رجالاً أبطالا..
غزّةُ لا تفنى.. غزةُ حيّة..
تعليقات